ويذكر عقابهم الأليم وبعبارة موجزة: (فصبّ عليهم ربّك سوط عذاب) "السوط": هو الجلد المضفور الذي يُضرب به، وأصل السوط: خلط الشيء بعضه ببعض، وهو هنا كناية عن العذاب، العذاب الذي يخلط لحم الإنسان بدمه فيؤذيه أشدّ الإيذاء.
وجاء في كلام أمير المؤمنين (ع) عن الإمتحان: "والذي بعثه بالحقّ للتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة ولتساطن سوط القدر". (8)
"صبّ عليهم": تستعمل في الأصل لانسكاب الماء، وهنا إشارة إلى شدّة واستمرار نزول العذاب، ويمكن أن يكون إشارة لتطهير الأرض من هؤلاء الطغاة أمّا أنسب معاني "السوط" فهو المعروف بين النّاس به.
فعلى إيجاز الآية، لكنّها تشير إلى أنواع العذاب الذي أصابهم، فعاد اُصيبوا بريح باردة، كما تقول الآية (رقم 6) من سورة الحاقة: (وأمّا عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية)، وأُهلك قوم ثمود بصيحة سماوية عظيمة، كما جاء في الآية (رقم 5) من سورة الحاقة أيضاً: (فأمّا ثمود فأُهلكوا بالطاغية)، والآية (55) من سورة الزخرف تنقل صورة هلاك قوم فرعون: (فأغرقناهم أجمعين).
﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ أي عذابا متواترا تواتر السوط على المضروب أو استعير السوط لعذاب الدنيا.