التّفسير:
موقف الإنسان من تحصيل النعمة وسلبها!
بعد أن تحدثت الآيات السابقة عن عقاب الطغاة، وتحذيرهم وإنذارهم، تأتي هذه الآيات لتبيّن مسألة الإبتلاء والتمحيص وأثرها على الثواب والعقاب الإلهي، وتعتبر مسألة الآبتلاء من المسائل المهمّة في حياة الإنسان.
وتشرع الآيات بـ : (فأمّا الإنسان إذا ما ابتلاه ربّه فأكرمه ونعّمه فيقول ربّي أكرمن).
وكأنّه لا يدري بأنّ الابتلاء سنّة ربّانية تارة يأتي بصورة اليسر والرخاء واُخرى بالعسر والضراء.
فلا ينبغي للإنسان أن يغتر عند الرخاء، ولا أن ييأس عندما تصيبه عسرة الضراء، ولا ينبغي له أن ينسى هدف وجوده في الحالتين، وعليه أن لا يتصور بأن الدنيا إذا ما أرخت نعمها عليه فهو قد أصبح مقرّباً من اللّه، بل لابدّ أن يفهمها جيدّاً ويؤدّي حقوقها، وإلاّ فسيفشل في الإمتحان.
﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ﴾ الجنس أو الكافر ﴿إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ﴾ اختبره بالغنى ﴿فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ﴾ بالمال وغيره ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ أعطاني لكرامتي عليه