غير أن إشارة الآية إلى فرد، أو أفراد مغرورين لا يمنع شمولية مفهومها. (يقول أهلكت مالاً لبداً).
إشارة إلى قول الذين يُطلب منهم أن ينفقوا أموالهم في الخيرات، فيأبون ويقولون بغرور: إننا أنفقنا في هذا السبيل كثيراً من الأموال، بينما لم ينفق هؤلاء شيئاً، وإنّ أعطوا لأحد شيئاً فللرياء ولتحقيق هدف شخصي.
وقيل إنّها نزلت في نفر أنفقوا الأموال الطائلة في معاداة الرّسول والرسالة، وتباهوا بذلك، يؤيد ذلك قول "عمرو بن عبد ود" في حرب الخندق حين عرض عليه علي (ع) الإسلام قال: فأين ما أنفقت فيكم مالاً لبداً؟ (5) أي أنفقت مالاً كثيراً في عداوة النّبي.
وقيل إنّها نزلت في بعض رجال قريش وهو "الحرث بن عامر"، وذلك أنّه أذنب ذنباً، فستفتى رسول اللّه (ص)، فأمره أن يكفّر.
فقال: لقد ذهب مالي في الكفارات والنفقات، منذ دخولي دين محمّد (6).
والجمع بين التّفاسير المذكورة جائز، وإن كان التّفسير الأوّل أكثر انسجاماً مع سياق الآيات التالية:
والفعل "أهلكت" يوحي إبادة الأموال وعدم الحصول على عائد منها.
و"لبد": تعني الشيء المتراكم، وهنا تعني المال الوفير.
﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا﴾ كثيرا بعضه على بعض يعني ما أنفقه رياء وسمعة أو في عداوة علي (عليه السلام).