بعد هذه الأقسام المهمّة المتتالية يخلص السياق القرآني إلى النتيجة فيقول: (قد أفلح من زكّاها).
والتزكية تعني النمو، "والزكاة" في الأصل بمعنى النمو والبركة، وورد عن علي (ع) قوله: "المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق" (2).
ثمّ استعملت الكلمة بمعنى التطهير، وقد يعود ذلك إلى أن التطهير من الآثام يؤدي إلى النمو والبركة، والآية الكريمة تحتمل المعنيين.
نعم، الفلاح لمن ربّى نفسه ونمّاها، وطهّرها من التلوّث بالخصائل الشيطانية وبالذنوب والكفر والعصيان.
والمسألة الأساسية في حياة الإنسان هي هذه "التزكية"، فإن حصلت سعد الإنسان وإلاّ شقى وكان من البائسين.
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ طهرها بالطاعة أو أنماها بالعلم والعمل.