ثمّ القسم الأخير في السّورة بالخالق المتعال: (وما خلق الذكر والاُنثى).
فوجود الجنسين في عالم "الإنسان" و"الحيوان" و"النبات"... والمراحل التي تمرّ بها النطفة منذ انعقادها حتى الولادة... والخصائص التي يمتاز بها كلّ جنس متناسبة مع دوره ونشاطه... والأسرار العميقة المخبوءة في مفهوم الجنسية... كلّها من دلالات وآيات عالم الخليقة الكبير... وبها يمكن الوقوف على عظمة الخالق.
والتعبير بـ "ما" عن الخالق سبحانه كناية عن عظمة الذات الإلهية، وما يحيط بهذه الذات من غموض تجعله سبحانه فوق كلّ وهم وخيال وظن وقياس.
قال بعضهم أن "ما" في الآية مصدرية، ومعناها أقسم بخلق الذكر والاُنثى وهذا الإحتمال ضعيف في معنى الآية.
الحقيقة أنّ القَسَمين الأوّل والثّاني يشيران إلى الآيات "الآفاقية"، والقَسم الثّالث إلى الآيات "الأنفسية". (3)
﴿وَمَا خَلَقَ﴾ بمعنى من أو مصدرية ﴿الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾ أي صنفيهما من كل نوع أو آدم وحواء