وعن علي بن موسى الرضا (ع) في تفسير هذه الآيات قال: " (ألم يجدك يتيماً فآوى)، قال: فردا لا مثيل في المخلوقين، فآوى النّاس إليك. (ووجدك ضالاً) أي ضالة في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم إليك. (ووجدك عائلاً)، تعول أقواماً بالعلم فأغناهم بك" (3).
هذه الرّواية تتحدث طبعاً عن بطون الآية، وإلاّ فإنّ ظاهرها هو ما ذكرناه.
ولا يتصورنّ أحد أنّ تفسير الآيات بظاهرها يحط من مكانة النّبي (ص)، أو يضفي عليه صفات سلبية من قبل الباري تعالى، بل إنّها في الواقع بيان ما أغدق اللّه على نبيّه من ألطاف واكرام واحترام، حين يتحدث المحبوب عن ألطافه بحق العاشق الواله، فإنّ حديثه هذا هو عين اللطف والمحبّة، وهو دليل على عنايته الخاصّة، والعاشق بسماعه هذه الألفاظ تسري في جسده روح جديدة، وتصفو نفسه ويغمر قلبه سكينة وهدوء.
﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا﴾ فقيرا ﴿فَأَغْنَى﴾ بتربية أبي طالب وربح التجارة والغنائم.