والقسم الثّالث بالتي تغير صباحاً على الأعداء: (فالمغيرات صبحاً).
وكانت العرب - كما يقول الطبرسي في مجمع البيان - تقترب ليلا من منطقة العدو وتكمن له، وتشّن غارتها في الصباح.
وفي سبب نزول الآية (أو أحد مصاديقها الواضحة) رأينا أن جيوش المسلمين بقيادة علي (ع) استفادت من ظلام الليل، واتجهت نحو معسكر الأعداء، وكمنت له، ثمّ شنت غارتها في الصباح كالصاعقة.
ودحرت العدّو قبل أن يبدي مقاومة.
ولو اعتبرنا القسم بإبل الحجاج، فالمغيرات في الآية هي قوافل الإِبل في صباح العيد من المشعر إلى منى.
"المغيرات" جمع "مغيرة".
والإِغارة: الهجوم على العدو، وقيل إن الكلمة تتضمّن معنى الهجوم بالخيل، ولكن موارد استعمالها يبيّن أن هذا القيد - إن كان موجوداً في الأصل - فقد حذف بالتدريج.
وما أورده بعضهم من احتمال أن تكون "المغيرات" هي القبائل المهاجمة المتجهة إلى ميدان القتال، أو المسرعة إلى منى، فبعيد، لأن الآية: (والعاديات ضبحاً) هي بالتأكيد وصف للخيل أو الإِبل، لا أصحابها.
وهذه الآية استمرار لتلك.
﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾ وقت الصبح.