وفي وصف ذلك اليوم العجيب يقول سبحانه: (يوم يكون النّاس كالفراش المبثوث).
"الفراش" جمع فراشة، وهي الحشرة المعروفة ذات الالوان الزاهية، وقيل إنّها الجراد.
ويبدو أنّ هذا المعنى مستلهم من قوله تعالى حيث يصف النّاس يوم القيامة (كأنّهم جراد منتشر) (1)، لكن المعنى اللغوي للكلمة هو الحشرة المعروفة.
والتشبيه بالفراش قد يكون لأن هذه الحشرات تلقي بنفسها بشكل جنوني في النّار، وهذا ما يفعله أهل السيئات إذ يلقون بأنفسهم في جهنّم.
ويحتمل أن يكون التشبيه لما يصيب جميع النّاس في ذلك اليوم من حيرة.
وإن كان الفراش بمعنى الجراد فوجه التشبيه هو إنّ الجراد - خلافاً لكل الحيوانات التي تطير بشكل جماعي - ليس لها مسير مشخص في حركتها، وكل منها يطير في اتجاه.
ويطرح هنا السؤال أيضاً بشأن مشاهد الحيرة والتشتت والفزع والإضطراب، هل هي من أثر الحوادث المرعبة المرافقة لنهاية العالم، أم حوادث بدء القيامة والحشر والنشر؟ جواب السؤال يتّضح ممّا ذكرناه أعلاه.
﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ﴾ نصب بما دل عليه القارعة أي يقرع ﴿كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ كالجراد أو ما يتهافت في النار المنتشر لكثرتهم وتفرقهم وتموجهم حيرة.