سبب النّزول:
جاء في الرّواية أن السّورة نزلت في نفر من قريش منهم "الحارث بن قيس السهمي" و"العاص بن أبي وائل" و"الوليد بن المغيرة"، و"أمية بن خلف" وغيرهم من القرشيين قالوا: هلم يا محمّد فاتبع ديننا نتبع دينك، ونشركك في أمرنا كلّه، تعبد آلهتنا سنة ونعبد آلهتك سنة.
فإن كان الذي جئت به خيراً ممّا بأيدينا كنّا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه.
وإن كان الذي بأيدينا خيراً ممّا في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه.
فقال (ص) : "معاذ الله أن أشرك به غيره".
قالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد آلهتك.
فقال: "حتى انظر ما يأتي من عند ربّي".
فنزل قل يا أيّها الكافرون - السّورة.
فعدل رسول الله (ص) إلى المسجد
الحرام وفيه الملأ من قريش، فقام على رؤوسهم، ثمّ قرأ عليهم حتى فرغ من السّورة فأيسوا عند ذلك، فآذوه وآذوا أصحابه". (1).
التّفسير:
لا أهادن الكافرين:
(قل يا أيّها الكافرون) والخطاب إلى قوم مخصوصين من الكافرين كما ذكر كثير من المفسّرين، والألف واللام للعهد.
وإنّما ذهب المفسّرون إلى ذلك لأن الآيات التالية تنفي أن يعبد الكافرون ما يعبده المسلمون وهو اللّه سبحانه في الماضي والحال والمستقبل.
والمجموعة المخاطبة بهذه الآيات بقيت بالفعل على كفرها وشركها حتى آخر عمرها.
﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ القائلون يا محمد تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة.