التّفسير:
بربّ النّاس أعوذ:
في هذه السّورة يتجه الخطاب إلى رسول الله (ص) باعتباره الأسوة والقدوة: (قل أعوذ بربّ النّاس، ملك النّاس، إله النّاس) يلاحظ أن الآيات ركزت على ثلاث من صفات الله سبحانه هي (الربوبية والمالكية والألوهية) وترتبط كلها ارتباطاً مباشراً بتربية الإِنسان ونجاته من براثن الموسوسين.
المقصود من الإِستعاذة بالله ليس طبعاً ترديد الإِستعاذة باللسان فقط، بل على الإِنسان أن يلجأ إليه جلَّ وعلا في الفكر والعقيدة والعمل أيضاً، مبتعداً عن الطرق الشيطانية والأفكار المضللة الشيطانية، والمناهج والمسالك الشيطانية والمجالس والمحافل الشيطانية، ومتجهاً على طريق المسيرة الرحمانية، وإلاّ فإن الإِنسان الذي أرخى عنان نفسه تجاه وساوس الشيطان لا تكفيه قراءة هذه السّورة ولا تكرار الفاظ الإِستعاذة باللسان.
على المستعيذ الحقيقي أن يقرن قوله "ربّ النّاس" بالإِعتراف بربوبية الله تعالى، وبالإِنضواء تحت تربيته
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ خصوا بالذكر تشريفا لهم.