ثمّ تضيف الآية اللاحقة أنّه لو لم يكن لديكم دليل من العقل أو النقل، فهل أخذتم عهداً من الله أنّه سيكون معكم إلى الأبد: (أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إنّ لكم لما تحكمون).
وتتساءل الآية الكريمة عن هؤلاء مستفسرة عمّن يستطيع الإدّعاء منهم بأنّه قد أخذ عهداً من الله سبحانه في الإستجابة لميوله وأهوائه، وإعطائه ما يشاء من شأن ومقام، وبدون موازين أو ضوابط، وبصورة بعيدة عن مقاييس السؤال وموازين الإستجابة؟ حتّى يمكن القول بأنّ المجرمين متساوون مع المؤمنين(213).
﴿أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ﴾ عهود بأيمان ﴿عَلَيْنَا بَالِغَةٌ﴾ في التوكيد ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ متعلق بمقدر في علينا أي ثابتة ﴿إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ﴾ به لأنفسكم.