ثمّ يستعرض توضيحاً لهذا اللون من العذاب الرهيب فيقول تعالى: (إذا أُلقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور).
نعم، إنّهم عندما يلقون فيها بمنتهى الذلّ والحقارة تقترن حالة إلقائهم بصدور صوت مرعب وشديد من جهنّم، حيث يسيطر الرعب والخوف على جميع وجودهم.
"شهيق" في الأصل بمعنى صوت قبيح ومنكر كصوت الحمار، ويقال أنّه مأخوذ من مادّة (شهوق) بمعنى كونه طويلا (لذا يطلق على الجبل العالي بأنّه شاهق) ومن هنا فإنّه (شهيق) جاءت بمعنى الأنين الطويل.
وقال البعض: إنّ (الزفير) هو الصوت الذي يتردّد في الحلق، أمّا (الشهيق) فهو الصوت الذي يتردّد في الصدر، وفي كلّ الأحوال فإنّها إشارة إلى الأصوات المرعبة والمؤلمة.
﴿إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا﴾ صوتا كصوت الحمار ﴿وَهِيَ تَفُورُ﴾ تغلي بهم غلي المرجل.