﴿وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا﴾ أشجارها ﴿وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا﴾ سهل أخذ ثمارها للمتناول كيف شاء.
وتضيف الآية الأُخرى متمّمة لهذه النعم: (ودانية عليهم ظلالها وذلّلت قطوفها تذليلاً) (2).
ليست هنا من مشكلة لقطف الثمار، ولا شوكة لتدخل في اليد، ولا تحتاج ذلك إلى مشقّة أو حركة!
ونجد من الضروري التذكير مرّة أُخرى إنّ هناك تفاوتاً كثيراً بين الأُصول المتحكمة في حياة الإنسان في ذلك العالم وبين هذا العالم، وما جاء حول النعم الأُخروية في هذه الآيات والآيات القرآنية الأُخرى ليس إلاّ كونه إشارة بليغة إلى تلك المواهب العظيمة، وإلاّ فإنّ بعض الرّوايات تصرح أنّ هناك من النعيم ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا تخطر ببال أحد.
وفي حديث لابن عباس بيّنه في ذيل آيات هذه السورة قال: "كلما ذكره الله في القرآن ممّا في الجنّة وسمّاه ليس له مثلٌ في الدنيا ولكن سمّاه الله بالاسم الذي يعرف الزنجبيل ممّا كانت العرب تستطيبهُ فلذلك ذكره في القرآن ووعدهم أنّهم يسقون في الجنّة الكأس الممزوجة بزنجبيل الجنّة" (3).