التّفسير
بحران متجاوران: عذب فرات وملح أُجاج:
الآية الأُولى - مورد البحث - أشارت إلى عظمة مقام النّبي(ص) ، يقول تعالى: لو أردنا لبعثنا نبيّاً في كل مدينة وبلد، لكنّنا لم نفعل هذا وألقينا مسؤولية هداية العالمين على عاتقك: (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً).
كما أنّ الله عزَّوجلّ - طبقاً للآيات السابقة - قادر على إرسال قطرات المطر الباعث على الحياة إلى كل الأراضي الميتة، فله القدرة أيضاً على إنزال الوحي والنبوّة على قلب نبيّ في كل قرية، وأن يبعث لكل أُمة نذيراً، لكن الله يختار لعباده ما هو أصلح، لأنّ تمركز النبوّة في وجود فرد واحد يكون باعثاً على وحدة وانسجام الناس، ومانعاً من كل فرقة وتشتت.
و يحتمل أن بعض المشركين أوردوا هذا الاشكال وهو: ألم يكن من الأفضل أن يبعث الله نبيّاً في كل مدينة وقرية؟!
لكن القرآن يقول في ردّهم: لو أراد الله ذلك لفعل، لكن هذا التشتت ليس في صالح الأمم والشعوب قطعاً.
وعلى أية حال، فكما أن هذه الآية دليل على عظمة مقام النّبي(ص) ، فهي دليل كذلك على وجوب وحدة القائد، وعلى ثقل عبء مسؤوليته.
﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا﴾ نبيا يخوف أهلها فيخف عليك أعباء الرسالة لكن خصصناك بعموم الدعوة إجلالا لك.