الإِلتزام بالميثاق:
هاتان الآيتان تطرحان مسألة أخذ ميثاق بني إسرائيل بشأن العمل بالتوراة، ثمّ نقضهم للميثاق: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾ والطور جبل وسيأتي ذكره.
وقلنا لكم: ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّة﴾، واجعلوا التوراة دوماً نصب أعينكم: ﴿وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
لكنكم نقضتم الميثاق وجعلتموه وراء ظهوركم:
﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ﴾ عهودكم أن تعملوا بما في التوراة فأبيتم ذلك ﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾ الجبل رفع جبرائيل بأمرنا قطعة منه على قدر معسكر أسلافكم فوق رءوسهم حتى قبلوا ﴿خُذُواْ﴾ بتقدير القول ﴿مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ﴾ من قلوبكم وأبدانكم قيل لهم إما أن تأخذوا بما أمرتم به فيه وإما أن ألقي عليكم هذا الجبل فالتجئوا إلى قبوله كارهين أو خذوا ما آتيناكم من التوراة بجد وعزم ﴿وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ﴾ من جزيل ثوابنا على قيامكم به وشديد عقابنا على إبائكم له أو احفظوه أو اعملوا به ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ لتتقوا المخالفة أو وجاء منكم أن تكونوا متقين.