التّفسير
مصير الصالحين والطالحين من اليهود:
لقد أشارت الآيات السابقة إِلى نماذج من انتهاكات اليهود، أما الآيات الأخيرة فإِنما ذكرت نماذج أُخرى من تلك الإِنتهاكات، وبيّنت العقوبات التي استحقها اليهود بسبب تمردهم وعصيانهم، والعذاب الذي لا قوه وسيلاقوه نتيجة لذلك في الدنيا والآخرة.
فالآية الأُولى من الآيات الأخيرة تبيّن أنّ الله قد حرم بعضاً من الإشياء الطاهرة على اليهود بسبب ممارستهم الظلم والجور، وتصديهم للسائرين في طريق الله، حيث تقول الآية: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أُحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً) كما عاقبهم الله بالحرمان من تلك الطيبات لتعاملهم بالربا على الرغم من منعهم من ممارسة المعاملات الربوية ولإِستيلائهم على أموال الآخرين بطرق غير مشروعة.
﴿فَبِظُلْمٍ﴾ عظيم ﴿مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ﴾ أي لحوم الأنعام إشارة إلى ما مر من قوله وعلى الذين هادوا حرمنا ﴿وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ﴾ أناسا أو صدا ﴿كَثِيرًا﴾.