التّفسير
الآية الاُولى من هذه آيات الثلاث - واستكمالا للبحث الذي تناولته الآيات السابقة حول المنافقين - تكشف عن ظاهرة الإِزدواجية النفاقية عند هؤلاء، وتنبّه المسلمين إِلى أنّ المنافقين حين يأتونهم يتظاهرون بالإِيمان وقلبهم يغمره الكفر، ويخرجون من عندهم المسلمين ولا يزال الكفر يملأ قلوبهم، حيث لا يترك منطق المسلمين واستدلالهم وكلامهم في نفوس هؤلاء المنافقين أي أثر يذكر، تقول الآية الكريمة:
(وإِذا جاؤوكم قالوا آمنّا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به...) ولذلك يجب على المسلمين أن لا ينخدعوا بهؤلاء الذين يتظاهرون بالحقّ والإِيمان، ويبدون القبول لأقوال المسلمين رياء وكذباً.
وتؤكّد الآية أنّ المنافقين مهما تستروا على نفاقهم، فإنّ الله يعلم ما يكتمون.
﴿وَإِذَا جَآؤُوكُمْ﴾ أي منافقو اليهود ﴿قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ﴾ إليك متلبسين ﴿بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ﴾ من عندك متلبسين ﴿بِهِ﴾ ولم يؤثر فيهم وعظك والجملتان حال من فاعل قالوا ﴿وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ﴾ من الكفر.