التّفسير
قصّة نزول المائدة على الحواريين:
تعقيباً على ما جاء في الآيات السابقة من بحث حول ما أنعم الله به على المسيح (ع) وأُمّه يدور الحديث هنا حول النعم التي أنعم الله بها على الحواريين، أي أصحاب المسيح (ع).
ففي البداية تشير الآية إِلى ما أوحي إِلى الحواريين أن يؤمنوا بالله وبرسوله المسيح (ع) فاستجابوا (وإِذ أوحيت إِلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا وأشهد بأنّنا مسلمون).
إن للوحي في القرآن معنى واسعاً لا ينحصر في الوحي الذي ينزل على الأنبياء، بل أن الإِلهام الذي ينزل على قلوب الناس يعتبر من مصاديقه أيضاً، لذلك جاء هذا المعنى في الآية (7رقم) من سورة القصص بشأن أم موسى التي أوحي إليها (1) بل إن الكلمة تطلق في القرآن حتى على الغرائز التكوينية عند الحيوان، كالنحل.
وهناك احتمال أن يكون المقصود هو الإِيحاء الذي كان يلقيه المسيح (ع) بواسطة المعاجز في نفوسهم.
لقد تناولنا الحواريين وأصحاب المسيح (ع) بالبحث في تفسير آية (52) آل عمران هذا التّفسير.
﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ﴾ أمرتهم على ألسنة رسلي ﴿أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي﴾ أن مصدرية أو مفسرة ﴿قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾ مخلصون.