أنت في الصفحة : مقالات

مقالات
نشوز الزوجين
نشوز الزوجين
الكاتب : كرار محسن

تأريخ النشر : 2018-08-29 08:47:34

نشوز الزوجين كرار محسن النُّشوز (لغة) معناه الارتفاع والعلو فحين يقال أرض ناشز أي مرتفعة وفي التنزيل:وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا(البقرة-259) أي كيف نرفع بعضها على بعض أما المعنى الاصطلاحي فهو الخروج عن الواجب من أحد الزوجين في اطار الأسرة، فكل من الزوجين له حقوق وعليه واجبات، فإذا ما تخلى عن واجباته عُدّ متمرداً وناشزاً وهنالك عدة أسباب تهدم الشراكة الزوجية وتؤدي الى القطيعة وعدم التواصل بين الزوجين منها أن يُخطئ الشخص في اختيار شريك حياته وذلك بدوره يؤدي الى انعدام السعادة بين الزوجين نتيجة لعدم التفاهم في ما بينهم والعامل الآخر الذي يؤدي إلى نشوز الزوج هو ثقافته الغريبة وفقدانه لشخصيته وهويته الاخلاقية والقيمية وبذلك يُحوّل من حياة زوجته الى جهنم بتصرفاته الشاذة وارتفاع سقف توقعاته الخالية ويُبدّل حلاوة حياتهما الى مرارة لا تُستساغ وقد يعيش الزوجين نتيجة ذلك حياة مفككة العرى أسْوَأ من الانفصال، هذا في ما يخص الرجل أما نشوز المرأة أو الزوجة فيكمن في امتناع المرأة عن اعطاء حق زوجها أو عصيانه أو أن تُسيء العشرة معه أو قد تخونه في أحيان أخرى فكل امرأة صدر منها هذا السلوك أو تخلّقت به فهي امرأة ناشز، ويمكنا ان نقول وبكل قناعة أن نشوز الرجل يكون أكثر تأثيرًا وأشد خطرًا على حياة الاسرة من نشوز المرأة بالنظر لعدد من الأسباب منها أن دور الرجل أكبر من دور المرأة وأكثر تأثيرا فهو بمنزلة المحرك للأسرة بأجمعها فهو المفكّر والموجّه والمخطط والمنفذ لسياسة الأسرة بما يملكه من خبرات مجتمعية زائدة عن خبرات المرأة بحكم احتكاكه الدائم والمتكرر بمختلف جوانب الحياة، فلا يخفى على أحد أن الزواج رابط وثيق في الدين المحمدي الحنيف، إذ إن له من المنزلة الكبيرة التي لا تخفى على منصف، ودليل الاحكام الكثيرة المنضبطة بأدلة شرعية ثابتة رصينة القواعد والدعامات فإن الباري (عز وجل) شرّع الأحكام العادلة التي لا يقع فيها الحيف على أحد من رجل أو امرأة، كما رفع سبحانه وتعالى الظلم والجور الذي وقع على المرأة في العصور المختلفة التي مرت بأنظمة اوقعت حيفا كبيرًا على المرأة من دون ادراك معرفة لقيمة المرأة، وقد يحصل النشوز بين الازواج نتيجة كراهية أحدهما للآخر او كراهتهما لبعضهما وقد ذُكر نشوز المرأة في القرآن الكريم حيث قال وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ(النساء-34) كما لم يغفل القرآن الكريم نشوز الرجل حيث ذكره تعالى في قوله وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا(النساء-128)، وقد بيّن الشّرع المُقدّس حكم النشوز وحرّمه حرمة قطعية لمخالفته نصوص الكتاب وجميع الرسالات السماوية التي بعث بها الرسل والأنبياء وكذلك سنة أهل البيت  التي قالت بوجوب طاعة الزوجة زوجها ووجوب إحسان الزوج لزوجته، وما يُثير العجب كله من رجال يدينون بديننا الحنيف وينعقون بما ينعق به اعداء الاسلام حيث يذهبون الى بلاد الغرب ويعودا محملين بأفكار وقيم وعادات تنافي قيم مجتمعنا الاسلامي المحافظ، وسنذكر بالتفصيل مكامن نشوز المرأة: الأول حق الفراش فلا يجوز للمرأة ان تمنع زوجها من التمتع بها متى ما شاء واين ما شاء مادام ذلك لا يتقاطع مع أسس الشارع المُقدّس المستمد أحكامه من الكتاب العترة الطاهرة وهناك وجه آخر لنشوز المرأة وهو ما يخص جانب الخُلق بمعنى أن تكون ذات خلق سيء او لسان بذيء فقد يحدث ان تسبّه وأهله أو ترفع صوتها عليه أمام الناس أو تهينه او تضربه، وكذلك ما يتعلّق بالطاعة وهي أن تخرج من البيت من دون علمه أو أذنه حتى وإن كان خروجها إلى بيت أهلها أو تسافر من دون رضاه وإن كان ذلك السفر مع محرم فهذا كله من النشوز أما فيما يتعلّق بجانب السلوكيات المُحرمة كمخالطة الرجال الأجانب ومصافحتها لهم او حديثها معهم بلا سبب او حاجة او قد تخرج متبرجة من بيتها او معطرة او إدخالها في بيته من لا يريد فقد يمنعها من بعض أقاربها ولو كانوا محارما لها وذلك في نظر العلماء نشوز ومحرم عليها. أما صور نشوز الرجل فيُلخّص في التضييق عليها في مصروفها وطعامها وشرابها وكسوتها وعلاجها وتعليمها وجميع مقتضيات عيشها أسوة بقريناتها أو أن يهجرها في المضجع بلا مبرر مقنع او سبب معقول وهذا ضرب من ضروب نشوز الزوج، وكذلك جفوه لها وتنقصه منها وازدرائها وسبّها أو سبّ اهلها وكذلك ضربها وإهانته لها او لأهلها ونيله منها على أيِّ وجه كان لا يجوز وهو نشوز أيضا، كما يحصل أن يثير حفيظتها من خلال ذكر محاسن النساء أمامها وينوّه له برغبته بالزواج من امرأة أخرى بقصد التنكيد عليها لا أكثر، ولعل من أهم اسباب النشوز هي الابتعاد عن التربية الدينية الصحيحة وانعدام التربية الاجتماعية الصحيحة بسبب ضعف المنظومة القيمية للمجمعات.
تعليقات القرآء (0 تعليق)
لاتوجد اي تعليقات حاليا.

ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر

جاري التحميل ...

حدث خطأ بالاتصال !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...

نشوز الزوجين
Image 1
تاريخ النشر 2018-08-29

نشوز الزوجين كرار محسن النُّشوز (لغة) معناه الارتفاع والعلو فحين يقال أرض ناشز أي مرتفعة وفي التنزيل:وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا(البقرة-259) أي كيف نرفع بعضها على بعض أما المعنى الاصطلاحي فهو الخروج عن الواجب من أحد الزوجين في اطار الأسرة، فكل من الزوجين له حقوق وعليه واجبات، فإذا ما تخلى عن واجباته عُدّ متمرداً وناشزاً وهنالك عدة أسباب تهدم الشراكة الزوجية وتؤدي الى القطيعة وعدم التواصل بين الزوجين منها أن يُخطئ الشخص في اختيار شريك حياته وذلك بدوره يؤدي الى انعدام السعادة بين الزوجين نتيجة لعدم التفاهم في ما بينهم والعامل الآخر الذي يؤدي إلى نشوز الزوج هو ثقافته الغريبة وفقدانه لشخصيته وهويته الاخلاقية والقيمية وبذلك يُحوّل من حياة زوجته الى جهنم بتصرفاته الشاذة وارتفاع سقف توقعاته الخالية ويُبدّل حلاوة حياتهما الى مرارة لا تُستساغ وقد يعيش الزوجين نتيجة ذلك حياة مفككة العرى أسْوَأ من الانفصال، هذا في ما يخص الرجل أما نشوز المرأة أو الزوجة فيكمن في امتناع المرأة عن اعطاء حق زوجها أو عصيانه أو أن تُسيء العشرة معه أو قد تخونه في أحيان أخرى فكل امرأة صدر منها هذا السلوك أو تخلّقت به فهي امرأة ناشز، ويمكنا ان نقول وبكل قناعة أن نشوز الرجل يكون أكثر تأثيرًا وأشد خطرًا على حياة الاسرة من نشوز المرأة بالنظر لعدد من الأسباب منها أن دور الرجل أكبر من دور المرأة وأكثر تأثيرا فهو بمنزلة المحرك للأسرة بأجمعها فهو المفكّر والموجّه والمخطط والمنفذ لسياسة الأسرة بما يملكه من خبرات مجتمعية زائدة عن خبرات المرأة بحكم احتكاكه الدائم والمتكرر بمختلف جوانب الحياة، فلا يخفى على أحد أن الزواج رابط وثيق في الدين المحمدي الحنيف، إذ إن له من المنزلة الكبيرة التي لا تخفى على منصف، ودليل الاحكام الكثيرة المنضبطة بأدلة شرعية ثابتة رصينة القواعد والدعامات فإن الباري (عز وجل) شرّع الأحكام العادلة التي لا يقع فيها الحيف على أحد من رجل أو امرأة، كما رفع سبحانه وتعالى الظلم والجور الذي وقع على المرأة في العصور المختلفة التي مرت بأنظمة اوقعت حيفا كبيرًا على المرأة من دون ادراك معرفة لقيمة المرأة، وقد يحصل النشوز بين الازواج نتيجة كراهية أحدهما للآخر او كراهتهما لبعضهما وقد ذُكر نشوز المرأة في القرآن الكريم حيث قال وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ(النساء-34) كما لم يغفل القرآن الكريم نشوز الرجل حيث ذكره تعالى في قوله وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا(النساء-128)، وقد بيّن الشّرع المُقدّس حكم النشوز وحرّمه حرمة قطعية لمخالفته نصوص الكتاب وجميع الرسالات السماوية التي بعث بها الرسل والأنبياء وكذلك سنة أهل البيت  التي قالت بوجوب طاعة الزوجة زوجها ووجوب إحسان الزوج لزوجته، وما يُثير العجب كله من رجال يدينون بديننا الحنيف وينعقون بما ينعق به اعداء الاسلام حيث يذهبون الى بلاد الغرب ويعودا محملين بأفكار وقيم وعادات تنافي قيم مجتمعنا الاسلامي المحافظ، وسنذكر بالتفصيل مكامن نشوز المرأة: الأول حق الفراش فلا يجوز للمرأة ان تمنع زوجها من التمتع بها متى ما شاء واين ما شاء مادام ذلك لا يتقاطع مع أسس الشارع المُقدّس المستمد أحكامه من الكتاب العترة الطاهرة وهناك وجه آخر لنشوز المرأة وهو ما يخص جانب الخُلق بمعنى أن تكون ذات خلق سيء او لسان بذيء فقد يحدث ان تسبّه وأهله أو ترفع صوتها عليه أمام الناس أو تهينه او تضربه، وكذلك ما يتعلّق بالطاعة وهي أن تخرج من البيت من دون علمه أو أذنه حتى وإن كان خروجها إلى بيت أهلها أو تسافر من دون رضاه وإن كان ذلك السفر مع محرم فهذا كله من النشوز أما فيما يتعلّق بجانب السلوكيات المُحرمة كمخالطة الرجال الأجانب ومصافحتها لهم او حديثها معهم بلا سبب او حاجة او قد تخرج متبرجة من بيتها او معطرة او إدخالها في بيته من لا يريد فقد يمنعها من بعض أقاربها ولو كانوا محارما لها وذلك في نظر العلماء نشوز ومحرم عليها. أما صور نشوز الرجل فيُلخّص في التضييق عليها في مصروفها وطعامها وشرابها وكسوتها وعلاجها وتعليمها وجميع مقتضيات عيشها أسوة بقريناتها أو أن يهجرها في المضجع بلا مبرر مقنع او سبب معقول وهذا ضرب من ضروب نشوز الزوج، وكذلك جفوه لها وتنقصه منها وازدرائها وسبّها أو سبّ اهلها وكذلك ضربها وإهانته لها او لأهلها ونيله منها على أيِّ وجه كان لا يجوز وهو نشوز أيضا، كما يحصل أن يثير حفيظتها من خلال ذكر محاسن النساء أمامها وينوّه له برغبته بالزواج من امرأة أخرى بقصد التنكيد عليها لا أكثر، ولعل من أهم اسباب النشوز هي الابتعاد عن التربية الدينية الصحيحة وانعدام التربية الاجتماعية الصحيحة بسبب ضعف المنظومة القيمية للمجمعات.

لا توجد اي صور متوفرة حاليا.