أنت في الصفحة : مقالات
تأريخ النشر : 2019-01-20 18:58:20
أنت في الصفحة : مقالات
جاري التحميل ...
عماد العنكوشي الوقت: هو ذلك الشيء الّذي نتعامل معه بشكلٍ يومي، ويرافقنا كظلّنا، إلا أنّنا نجهل ماهيته؛ فهو شيء أصعب من أن يفكّر به الإنسان، فلا يمكن إدّخار الوقت أو توظيفه كالمال. إنَّ أهمية الوقت في حياتنا اليومية لا تضاهيها أهمية، فالوقت لا ينتظر أحدًا بل ينبغي استثماره استثمارا مثمرًا في العبادة او في العمل فإدارة الوقت تحتاج الى من يراعيها حتى تكون مراعية له فالشمس لا تنتظر النائمين فإن الله سبحانه وتعالى قسّم الوقت للانسان وجعل اليوم 24 ساعة حتى يستثمره استثمارا صحيحًا بالاعمال الصالحة وفي عمله الذي يكسب منه لقمة العيش وبمرتب حلال من دون مضيعة للوقت، ولعظمة الوقت يقسم به الله في موارد عدة في القرآن الكريم لأن الله سبحانه وتعالى لا يقسم بشيء ليس له عظمة. قال تعالى (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر1)، (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (الليل 1)، (وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (الفجر 1)، وعندما يُحاسب الانسان في الآخرة عن أعماله فإن أوّلَ شيء يُسأل عنه هو الأيام والوقت وبما استغله هل استغله بالأعمال الصالحة ولرضا الله عز وجل أو أهدر الوقت وتسبب في ضياعه من دون فائدة. إن استثمار الوقت ينبغي أن يكون من أساسيات حياتنا فعندما تكون في العمل اترك الأحاديث غير المهمة أو الخروج إلى مكان ما من أجل عدم تضيع فرص النجاح فالانسان الناجح هو من ينظم وقته من دون مضيعة ويجعله هباءً منثورا فاستثماره من المؤكد هو طريق النجاح وهو الفارق بين الإنسان الناجح والفاشل، وجعل اساس اليوم هو رضا الله والعبادة الخالصة له والاخلاص في عمله فإن الوقت ثمين وهو ايضاً كالسيف إن لم تقطعه قطعك وأقوى محارب في العالم فهل تقدر على أن ترجع الايام او في لحظة تتذكر بها مشاهد جميلة أو ذكريات هل تستطيع ارجاعها بالتأكيد غير قادر ولكن عندما تستثمر يومك او ساعاتك استثمارا صحيحا ومثمرا ستشعر بسعادة وراحة نفسية فلا نندم على ما فاتنا فنحن مسؤولون أمام الله عن كل دقيقة من اعمارنا فلا بد أن نستثمر الوقت بأعمال مثمرة ومنظمة بأفضل الطرائق والاساليب قال تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا) الكهف (110) فالوقت من ذهب، إن لم تدركه ذهب وهو المادة الخام للحياة وعجلة العالم التي تدور من دون توقف ولا اجهاض فهو يسير ونحن نسير معه. منا من يسير بفائدة ومنا من دونها، فمن لم يتمسك جيداً فليعلم انه سيسقط ولم يتمكن من الوقوف ثانية يقول الإمام علي (عليه السلام) ((إن يكن الشغل مجهدة، فاتصال الفراغ مفسدة)) (بحار الانوار) فهو عدو مهذب وذكي إن لم تقتله قتلك فهذه الدنيا وقتها قصير لنجعل هذا الوقت في طاعة لله سبحانه وتعالى وكثيرة هي الأمور التي نبدي لها اهتمامنا وهي غير مفيدة وفي بعض الاحيان مفسدة ونسرف بها في الوقت من دون عناية فمثلاً مواقع التواصل الاجتماعي تأخذ منا حيزاً واسعاً من الوقت من حيث لاندري وتفوتنا أعمال كثيرة وبلا وعي وإذا عقارب الساعة تلسعك بسم الفشل وأنت تنتهك حرمة الوقت فالناس العاديون لايهتمون للوقت ولكن العظماء يبدون كل الاهتمام لأنه ينظم حياتهم ويفكرون كيف يستثمرونه. فلنجعل من اليوم ذكرى جميلة ولنحلم بالغد وكيف نستثمره بشكل مثمر وسرّ نجاح كل من يسعى وراء النجاح هو احترام الوقت وتنظيم اليوم وتقسيمه على أعماله واستعماله استعمالا صحيحًا فلا عذرٌ لك عندما تحاسب عن هدر اللحظات فانت لك السيطرة على كل ذلك فلا تسرق نفسك فذلك لا يضر احد سواك فعند اضاعته سوف تسرق من حياتك لأنه هو الحياة والفاشلون وحدهم من يحسون بضيق الوقت وهذا العذر افشل من أصحاب الفشل. لنجعل من المنبه طاعة لله ولنتسابق مع عقارب الساعة لانجاز العمل المطلوب ونتوخى الاخرين من سرقة يومنا فإنه لايعود أبداً فالفرص تمر السحاب اغتنمها جيداً فقد اثبتت الدراسات العلمية عند تنظيم الوقت سيقلل هذا من الضغط النفسي والتوتر والجهد من خلال العمل بشكل مستمر وعدم تراكم الاعمال، يعطي انتاجية اعلى ومشاكل اقل والحصول على وقت اضافي فنحن الآن في عالم العولمة والسرعة القصوى فينبغي استثمار أوقاتنا وتنظيمها بحسب الاهمية فلابد أن نشعر بطاعة لله والفرح والألم والذكريات الجميلة وكل هذا يتطلب وقتًا واسعًا فلا نعبث به بلا فائدة ونجعل من الايام بسمة امل وفرحة ترسم على وجوه المؤمنين في طاعة لا مثيل لها فإن اللقاء مع الله وجمال نوره أجمل اللقاءات ولا يحب أحد أن ينتهي هذا الوقت فلقاء الاحبة يدوم وحب الله عز وجل تتسع له كل الاوقات فاجعلوا أيامكم طاعة لله ولرسوله واهل بيته (صلوات ربي عليهم اجمعين) واعملوا بجد من دون تبذير حتى للثانية فهناك قول مشهور (الساعة مثل ندفة الثلج فهو يذوب بالوقت الذي نحاول ان نقرر مايجب فعله معها) فمن يريد النجاح يستثمر وقته جيداً ويصبح مثلاً لتثمين الوقت والنجاح فالوقت شيء غير مادي لا تضيعه واستثمره فلا يمكن اعادته فالامس هو ورقة ممزقة وغداً هو موعد لا تدري سيتحقق او لا واليوم هو الورقة النقدية التي بين يديك فانفقه بحكمة.
ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
جاري التحميل ...