أنت في الصفحة : مقالات
تأريخ النشر : 2021-02-12 16:19:44
أنت في الصفحة : مقالات
جاري التحميل ...
عماد العنكوشي كل إنسان يحلم بأسرة صالحة تسودها المودة والرحمة والحب والعطاء، وجميعنا يحلم بأمان يلجأ إليه من ضغط العمل والحياة الرتيبة، خصوصاً عند انتشار العالم الرقمي والانقطاع التام مع من حولنا بأثر الجوانب السلبية التي تسببها الشبكة العنكبوتية ونسافر في عالم اخر غير الذي نعيشه في بيئة المنزل فنهمل الأسرة. سنحدد آلية العيش نحو أسرة سعيدة ونبدأ بتعريف الأسرة من وجهة نظر الدكتور محمد مصطفى بشارات خبير التنمية البشرية حيث يقول "هي الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية، وهي عبارة عن رابطة اجتماعية تتكون من الأب والأم والأبناء"، فهذا الخليط المجتمعي لا بد أن يتكامل حتى نكون أسرة سعيدة تتحلى بخلق القرآن الكريم والعترة الطاهرة، وللرجل الدور الأساس بذلك أي بمعنى يخلق جوًا عائليًّا يتمتع بالمحبة والرحمة والرأفة ومبني على علاقة متينة بين الرجل والمرأة فإن كان الجو العائلي مبنيًا على هذه الأساسيات ستكون تربية الأبناء سهلة جداً فهم يقلدون الابوين، وأهم عامل في تكوين الاسرة المثالية هي الاخلاق الحميدة وتبادل الاحترام كما قال سيد الوصيين وأمير المؤمنين (عليه السلام) : " مَنْ ساءَ خُلْقُهُ مَلَّهُ اَهْلُهُ" (1)، فحسن الاخلاق من أهم ركائز البناء في المنزل وحل الأمور التي تحدث من دون مشاكل وبتفاهم تام، فعندما تدار الأمور بهذه الطريقة سننال العيش الرغيد ونحصل على عائلة تتمتع بحس الأسرة المؤمنة المنظمة، قال تعالى في محمكم كتابه الكريم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (2)، فالمودة والرحمة بمعنى العطف في قلوب بعضهم على بعض وشفقة الرجل على زوجته وأولاده والعكس ايضاً، وتوفير الراحة النفسية والاحساس بالأمان والاستقرار الجماعي، كذلك توفير الأجواء الإيمانية داخل المنزل لتكون بيئة ملائمة للزوج والزوجة والابناء على عبادة الله عز وجل اناء الليل واطراف النهار، وأيضاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يتعلّم الأبناء ما هو الصح وما هو الخطأ ليسيروا على هدي الثقلين الشريفين، ولابد للأبوين من اخذ رأي الأولاد ليكون لهم شخصية قوية بين المجتمع ويحسوا بأنفسهم ذات أهمية كبيرة حتى نخرج بجيل واعٍ ومثقف وملتزم دينياً بالوقت نفسه، هكذا هي تعاليم اهل البيت (عليهم السلام)، كما نلاحظ ذلك في كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابنه الإمام الحسن عليهما السلام: "وجدتك بعضي، بل وجدتك كلّي، حتى كأنَّ شيئاً لو أصابك أصابني، وكأنَّ الموت لو أتاك أتاني"(3)، فهنا نجد الرحمة والمحبة والعطف والرأفة جميعها جمعت بقلب الامام اتجاه ولده (عليهما السلام)، فبناء الأسرة وتربية الأبناء بالشكل الصحيح يتطلب جهداً كبيراً وانتهاج منهج الثقلين. وما أجمل ان نكون قد اقتدينا بآل بيت المصطفى ونتحلى بأخلاقهم، وما ابهى أن تكون لك زوجة صالحة وأبناء صالحون مسالمون متقون، وان نحافظ على زينة الحياة الأولاد كما وصفها سبحانه وتعالى في قوله (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) (4) . فيا أيها الاحبة هذه فرصة نعيش بها مع عوائلنا واولادنا ولا سيما نحن نمر بوضع صحي راهن وحجر منزلي بسبب ذلك الوباء الملعون -عافنا الله وإياكم من بلاء كورونا- لذا علينا أن نكرمهم ونكون أقرب اليهم وأن نطّلع على مشاكلهم ونحلها بصورة صحيحة، كما نكون أقرب الى الأولاد الذين يشغلنا عنهم العمل وضغوطات الحياة، ويا ليتنا نغتنمها قبل ان يكبرون ونكبر ونبقى نتحسر على رؤية براءتهم وأيام طفولتهم، نسأل الله العلي العظيم ان يمن على الجميع بالزوجة المؤمنة والذرية الصالحة. 1- تحف العقول ص (٢١٤) 2- سورة الروم آية (21) 3- بيضون، تصنيف نهج البلاغة، ص643. 4- سورة الكهف آية (46)
ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
جاري التحميل ...