أنت في الصفحة : مقالات
تأريخ النشر : 2021-02-12 16:23:21
أنت في الصفحة : مقالات
جاري التحميل ...
الفساد في معاجم اللغة ضد صَلُحَ (والفساد) لغة البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطُلَ واضمحل، ويأتي التعبير على معانٍ عدة بحسب موقعه. التعريف العام لمفهوم الفساد عربياً بأنه اللهو واللعب وأخذ المال ظلماً من دون وجه حق، مما يجعل تلك التعابير المتعددة عن مفهوم الفساد، توجه المصطلح نحو إفراز معنى يناقض المدلول السلبي للفساد، فهو ضد الجد القائم على فعل الائتمان على ما هو تحت اليد (القدرة والتصرف). الفساد أنواع، فمثلاً هناك فساد أخلاقي او سياسي، أو إداري، والعديد من الامثال على ذلك المرض الخطير، موضوعنا يتحدث عن الفساد ككل ولابد لنا ان نكافح هذا المرض الذي تفشى في اغلب أوساط المجتمع، مثلاً الظرف الذي نعيشه حالياً في بلدنا العزيز هو سببه الفساد المستشري في مفاصل الدولة، او الفساد الأخلاقي الذي يسببه الإهمال الحاصل في بعض الأسر، فنحن بحاجة إلى نشر أخلاق بيت النبوة التي نهت عن أفعال المنكر ومكافحة جدية تنتصر على الفاسدين، والسؤال المهم كيف نقوم بذلك؟ هناك العديد من الحلول الجذرية منها همم الشباب الواعي صاحب الكلمة والقرار فمن خلال الفتية المليئة قلوبهم بالإيمان والمعرفة لابد لنا ان نحارب أنواع الفساد الذي يضر بالمجتمع ويمنع عجلة التواصل مع الدول المتقدمة وخصوصاً ونحن نعيش خلال هذه الفترة المربكة اشد أنواع الفساد سواء على الصعيد الديني او الأخلاقي او السياسي فاصبح المرء ينسى ما ورد في كتاب الله العزيز من آيات مباركات تنهي عن الفساد وبشدة وتحذر من تلك الحالة السيئة كقوله تعالى (لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) ﴿٢٠٥ البقرة)، فهذا الفساد يهلك الأمم ويجذر التأخير في أي بلاد و يبدأ الفقر والكساد الاقتصادي والتدني الأخلاقي وعدم ذكر الله وانتشار اشد أنواع الأمور الهزيلة التي تنتشر وبشدة في المجتمع الذي نعيشه الآن، فبقوة الإرادة والنصح والإرشاد ونشر الاحسان بين الناس والتوعية الأخلاقية من خلالها نستطيع ان نوقف هذا المرض الخطير ونستأصل جذوره، فاذا لم نفعل هكذا فنكون ممن شارك بذلك الذنب العظيم الذي حذر سبحانه تعالى منه في قوله (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) ﴿٤١ الروم﴾، فيا أيها الاحبة لنكسب رضا الله سبحانه وتعالى وننشر الإصلاح بين افراد مجتمعنا العزيز، ولنكن على قدر المسؤولية وننفذ ما حذرت منه المرجعية الدينية العليا في خطبها حيث اكدت ضرورة "ملاحقة كبار الفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة منهم والغاء الامتيازات المجحفة الممنوحة لفئات معينة على حساب سائر الشعب والابتعاد عن المحاصصة والمحسوبيات في تولي الدرجات الخاصة ونحوها". وهذا الأمر يبدأ تصحيحه من قبل كل فرد لنفسه ومن بعدها نصحح مسار كل وظيفة نقوم بها وعلى جميع الأصعدة حتى نبني مستقبلًا مشرقًا لجيل قادم يفتخر بما قدمه الأسلاف، وتشرق شمس العراق بازغة وضاحكة مستبشرة بشباب يعي الكلمة الحقة ولا يكترث للذين يريدون بنا سوءاً ويحقق مراده بالنجاح والسير على طريق الثقلين الشريفين فهما بر الأمان والخلاص من الظلم والفساد والعبودية.
ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
جاري التحميل ...