أنت في الصفحة : مقالات
تأريخ النشر : 2021-02-12 16:25:47
أنت في الصفحة : مقالات
جاري التحميل ...
الإسلام الحنيف هو منهج حياة، وطريقة عيش سعيد، نشر أريج تعاليمه المتكاملة عبر تفاصيل الحياة المختلفة فمثل القرآن الكريم وبيان النبي وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام صراطًا قويمًا يوصل سالكيه إلى بر الفلاح متجاوزين ظلام التيه وأمواج الفتن. اليوم اختلطت الأفكار وانتقلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي فلم يعد للفكرة حدود تقيدها وأصبح العالم كبيت واحد فما ينشر في شرق الأرض يصل غربها في اللحظة نفسها ونحن كرواد لتلك المواقع نستقبل فيض الأفكار والمعلومات ومن الوهلة الأولى نرى فيها تناقض واختلاف فكرة تاخذنا شمالًا وأخرى تعود بنا نحو الجنوب، فيا ترى أيها نصدق؟ وخلف من نسير؟ كيف نتعاطى مع كل تلك المعلومات؟ بعقل شاب لا يزال يحتاج إلى كثير من الخبرة والتجربة فيا ترى ما العمل أنصدق الجميع أم نتركها كلها؟ الحل بامتلاك غربال نمرر منه ما يصلنا فنأخذ الحقيقة وما ينفعنا ونترك ما عداها جانبًا ولابد لذلك الحاجز من دقة وحكمة كاملة وأن يكون على دراية تامة بأسرار السعادة حتى نتمكّن بذلك من الوصول للحياة الطيبة ولا أرى أفضل من تعاليم الله توصلنا لهذا الهدف بوصفه الخالق والموجد للإنسان وهو العالم بكل شيء وأقرب لنا من حبل الوريد تلك التعاليم التي تكفل نبي الرحمة وآله عليهم أفضل الصلاة والتسليم ببيانها للناس لإخراجهم من ظلمات الفتن إلى نور الهداية يقول الله تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) )(الأنفال). القرآن أمرنا كسلوك عملي للتعامل مع المعلومات بالتثبت مما ينقل لنا كما يبين الحق تعالى بقوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات6)، فالآية صريحة في الإشارة إلى آلية التعاطي مع ما نستقبل من معلومات فلا يعقل أن نصدر الأحكام دون هذا الأمر الإلهي ولا ينبغي أن ننشر شيء دون أن نتأكد من صدقه وليكن قول الله تعالى : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق:18) حاضرًا أمامنا، ولا يفوتني أن أذكّر نفسي وإياكم بأن نقل المعلومة ونسبتها إلى ناشرها لا يجردنا من المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى إن كانت غير صادقة بل على المؤمن أن يحرص كل الحرص لإخراج نفسه من صف من يحب هتك حرمة المؤمنين (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)) فيقع بعضنا بهذا الأمر الذي نتصوره هيّن غير أنه خطر جدًا فقد يصدق بعض إخوانك المعلومة الباطلة لثقتهم بك فماذا ستقول يوم ينشر كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. وخلاصة القول إن ما يردنا من أخبار لا يعدو أن يكون أحد أمور ثلاث، حقيقة ويقين وهذا لا بأس بنشره لعله يحقق فائدة ونفع لمتلقيه، وآخر باطل وكذب وهذا ما لا ينبغي أن ننقله بل ينبغي ان نبيّن زيفه إذا تيقنا من ذلك، والأمر الثالث الذي لم نقطع بصدقه أو كذبه وهذا إذا أردنا أن نتعاطى معه فيجب التثبت منه ولا بديل عن التحقق لأن الإنسان العاقل لا يسير خلف سراب أو وهم والحكمة تجبرنا أن نعلم مواضع أقدامنا قبل أن نضعها حتى لا تزل بنا ونعيش حسرة لا تغني عنا من عذاب الله شيء.
ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
جاري التحميل ...