أنت في الصفحة : لقاءآت
تأريخ النشر : 2018-08-29 08:34:40
أنت في الصفحة : لقاءآت
جاري التحميل ...
ضيف الفرقان القارئ الحاج عامر الكاظمي لقد شرّف اللهُ سبحانه وتعالى قارئَ القرآنِ وحافظه ومعلمه بفضائل جمّة، فعن أبي عبدالله الصادق قال: قال رسول الله: (إِنَّ أَهْلَ الْقُرْآنِ فِي أَعْلَى دَرَجَةٍ مِنَ الْآدَمِيِّينَ مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ فَلَا تَسْتَضْعِفُوا أَهْلَ الْقُرْآنِ حُقُوقَهُمْ فَإِنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ لَمَكَاناً عَلِيّا)(بحار الانوار/ ج89/ 180). اليوم معنا أحد خدمة القرآن الكريم، ومن أشهر القرّاء، وأحد أبرز رموز المدرسة العراقيّة في قراءة القرآن الكريم... إنه الحاج عامر الكاظمي الذي عُرف بتلاوته الشّجيّة التي امتزجت بتراتيل سماويّة فتحت أقفال القلوب بلا استئذان ورفعت الصدأ عنها. ولد في بغداد، وبالتحديد في مدينة الجوادين، منطقة(الأنباريين)، في (تل السُميلات)، في (7/12/1957م) . شقَّ موهبته بأسرع من البرق؛ في طفولته، عندما اهتمت به والدته الكريمة التي أحضرته إلى أكبر المحافل القرآنيّة في مدينة الكاظميّة المقدّسة بمشاركة القارئ المصريّ الكبير المرحوم مصطفى إسماعيل، الذي تأثر به كثيراً وحفّزه على متابعة وحضور كلّ الفعاليات القرآنيّة في هذه المدينة المباركة، حلّ ضيفاً عزيزاً على مجلة الفرقان القرآنيّة التي أجرت معه هذا الحوار القرآني الشيق . الفرقان: نبذة تعريفيّة عن شخصكم الموقّر؟ قارئ وخادم للمصحف الشّريف، من مدينة الكاظميّة المقدّسة في بغداد، وقد وفقني الله تبارك وتعالى أن أقرأ في الكثير من البلدان العربيّة والإسلاميّة، وأيضاً وُفقت أن أختم القرآن الكريم بالختمة المرتلة المباركة. أعمل الآن مدرسًا للقران الكريم ولديّ الكثير من الحلقات الدّراسيّة لمختلف الفئات العمرية. الفرقان: من أين كانت الإنطلاقة؟ في مرحلة الطفولة عندما كان عمري خمسة أعوام تقريباً، فقدكانت والدتي تصطحبني إلىبيت الشيخ الملا جواد الذي كان يعمل على تحفيظ السّور القرآنيّة القصيرة للأولاد في جامع ترك الكاظمية المجاور للإمامين الجوادين . وبعد الانتقال إلى المرحلة الابتدائية وبالتحديد في الصف الرابع، كان هناك أستاذ رائع يدرّسنا مادة الدين والتربية الإسلاميّة اسمه جواد كاظم الفرطوسي وهو معمم من أهالي النجف الأشرف، وهذه الشخصية تعلمت منها الكثير، فقد كان يشجعني على تلاوة القرآن الكريم في الدرس-ولله الحمد- عندما كنت أتلو القرآن بصوتي وبأدائي كان جميع التلاميذ يحفظون الآيات القرآنيّة المطلوبة للحفظ بسرعة كبيرة. أيضاً تأثرت في صغري بالشيخ حسون يوسف الذي كان من كبار القرّاء في مدينة الكاظميّة وفي العراق، كان يقرأ بالطريقة المصريّة على طريقة الشيخ أبي العينين، ولكونه مجاوراً لدارنا كان صاحبَ فضل عليّ في تعلّم تطبيق أحكام التلاوة، والأنغام القرآنيّة الصحيحة، وكنت أصغر طالب يتعلم القرآن الكريم عنده. الفرقان: ماذا عن مرحلة التّقليد..وماأسلوبك الخاص في القراءة؟ تأثرت بالشيخ أبي العينين وقلّدت قراءته، وكنت من عشاق هذا القارئ، وأيضاً كنت استمع إلىالقارئ المرحوم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وكنت أقلده بشكل ملفت للنظر. بعدها اخترت لي طريقة خاصة في القراءة، ووفقني الله تعالى أن أقرأ بالطريقة العراقيّة، بحيث عندما كنت أقرأ يقولون هكذا يقرأ عامر الكاظمي بصوت حزين وشجي؛ فكل قارئ يتمنى أن تكون له بصمة خاصة به، لذا تميزت قراءتي بالحزن والشجن؛ لأنه ورد في إحدى الروايات، عن رسول الله يقول:(إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ بِالْحُزْنِ فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا)(بحار الأنوار-ج89 ص191)، وأناأعطيت ميزة لقراءتي بهذا الطابع الحزين في التلاوة، وإن هذا الأسلوب له مكانة كبيرة في الدول الإسلاميّة والعربيّة ولا سيما في العراق. الفرقان: حدثنا عن تجربة قراءة مقتل الإمام الحسين.. وهل هي موهبة أخرى لكم؟ أنا في البداية كنت أطمح أن أكون قارئًا للقرآن لا يضاهيه شيء آخر، وأحسست أن لديّ إمكانية أخرى بأن أقرأ الأدعية والمناجاة الخاصة بالنّبيّ الأكرم محمّد، وأهل بيته الطيبين الطاهرين. نعم خضت تجربة قراءة المقتل الخاص بذكرى استشهاد سبط النبي الإمام الحسين بن علي بأسلوب وبطريقة غير تقليديّة، فوجدت الناس قد تفاعلوا كثيرا مع هذه القراءة، وهذا توفيق آخر من الله. ولا أخفي عليكم وبأمانة عندما كنت أقرأ مقتل سيّد الشّهداء كنت أشعر كأن نوراً يهبط على المجلس من السّماء،كنت أقرأ وأسمع العويل والبكاء.. وبلا شك هذه كرامة من الله تبارك وتعالى، وهذه كانت أول تجربة وبإمكانية بسيطة جداً تعلمتها من القارئ المقتل الشيخ المرحوم عبد الزهرة الكعبي. الفرقان: ماذا عن القراءات.. هل لديكم مشروع للقراءة على طريقة رواية (ورش عن نافع)؟ أناأبقى خادماً لكتاب الله، وكل إنسان يتمنّى أن يصل إلى هذه المكانة المرموقة.كما لا أخفي على الجميع أتمنّى أن أقرأ القرآن والختمة المرتلة برواية ورش، واسأل الله تعالى وأدعوه أن يوفقني لذلك، كما أسأل الله سبحانه وتعالى أن أقدم ختمة للقرآن الكريم بالطريقة العراقيّة. الفرقان: كيف ترى واقع الحراك القرآنيّ في العراق؟ بعد 2003 نهض العراق بنهضة قرآنيّة كبيرة وملموسة، حيث يتخرج في كل عام العديد من الطلبة في مختلف الدورات القرآنية وهذا الأمر نشاهده في كل محافظات وطننا الحبيب، وهذا شيء مفرح، وإن شاء الله سنحصل على المزيد من النتائج؛ لأن هناك اهتماما كبيرا على إقامة المحافل والمهرجانات والندوات والمسابقات القرآنيّة التي تقام سنويًّا من قبل العتبات المقدسة التي تسعى إلى إحضار القرّاء الكبار من كل إنحاء العالم الإسلاميّ. ففي العتبة الكاظمية المقدسة لاحظت وجود دورات كثيرة للاهتمام بأحكام التلاوة، وحفظ القرآن الكريم، وأيضاًالنغمات القرآنيّة، وهناك نشاط آخر كبير في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية إذ لديهما اهتمام كبير بالقرآن الكريم جزاهم الله خيرا. الفرقان: كيف يُنظر للقارئ العراقيّ في المحافل الدّوليّة الخارجيّة؟ هناك أساتذة كبار في العراق أحرزوا الكثير من المراكز المتقدمة في المسابقات الدّوليّة في البلدان الإسلاميّةكـ(ماليزيا والهند وإيران)، فمشاركة العراق في المحافل الدّوليّة طيبة، وله مكانة كبيرة في نفوس المؤمنين، وما من دولة إسلاميّة تقيم مسابقة قرآنيّة إلّا وتدعو العراق للمشاركة فيها؛ لأنه يملك مواهب زاخرة، وأصبح ذو باع طويل في هذا المجال. الفرقان: كلمة أخيرة توجهها للطاقات القرآنيّة الشبابيّة؟ قال الله تعالى في محكم كتابه الجليلوَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(الإسراء/ 82)، كما بيّن المصطفى في حديثه: (من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالىفله عشر حسنات)(البيان/ج1/ص13)، لذا أتوجه برسالة إلى كل الأمةالإسلاميّة بأن يحثّواأبناءهم وبناتهم على الاهتمام بالقرآن الكريم، وحسن التّفكّر فيه، وحفظه والنهل من علومه، فكل شيء هالك إلا وجهه تعالى، والقرآن يبقى خالداً؛ لأنّ الله تعالى تكفل بحفظه. يقول تبارك وتعالى في حق رسوله الأكرم:(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(القلم-4) فيجب على جميع القراء، وحملة القرآن أن يتحلوا بأخلاق القرآن الكريم؛ لأن خلق رسول الله محمد هو خلق القرآن.
ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
جاري التحميل ...