أنت في الصفحة : الاخبار
تأريخ النشر : 2016-01-19 13:44:10
أنت في الصفحة : الاخبار
جاري التحميل ...
يسعى معهد القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدسة منذ تأسيسه إلى العمل على نشر الثقافة القرآنية في المجتمع، وذلك من خلال إقامة مشاريع متميزة تسهم في نشر علوم ومفاهيم كتاب الله المجيد على نطاق واسع، حيث تواصلُ وحدةُ التحفيظِ في معهدِ القرآنِ الكريم مشروعها المتميزُ في تعليمِ كتابِ اللهِ العزيز، وتُقامُ دوراتُ هذا المشروع في كربلاء المقدسةِ وفروعِ معهدِ القرآن الكريم في بقيةِ المحافظات، حيثُ يشاركُ فيها عددٌ كبيرٌ منَ الطلبةِ بفئاتٍ عمريةٍ مختلفة. لقد سعى معهد القرآن الكريم إلى تركيز الرؤية القرآنية في المجتمع، والعمل على إنشاء جيل قرآني فتي متميز، له علاقة وثيقة مع القرآن الكريم ومرتبط بالخالق جل وعلا ، لذا شرع مع بداية العطلة الصيفية إلى افتتاح العديد من الدورات والحلقات القرآنية للطلبة بمختلف فئاتهم العمرية، يتلقى الطلبة فيها دروساً مبسطةً في الحفظ والفقه والعقائد والأخلاق، إضافة إلى أحكام التلاوة وغيرها، حيث تهدف هذه الدورات المتواصلة إلى خلق جيل قرآني ناشئ فاعل من خلال إتباع منهج قرآني متطور ومتميز موضوعاً وشكلاً، وبأساليب مبتكرة تجعل الطلبة يستأنسون بتعلم القرآن الكريم حباً وفهماً، بحيث يكونوا قادرين على حفظ وفهم وتلاوة كتاب الله الكريم، مجلة الفرقان التقت الأستاذ (حمزة الفتلاوي) مسؤول وحدة التحفيظ ليطلعنا على هذا المشروع قائلاً : "أعدت وحدة التحفيظ في معهد القرآن الكريم استراتيجية علمية مدروسة تمكن الطالب من حفظ القرآن الكريم بمتعة وسلاسة، اعتمدت على عدة أمور مهمة منها: الطاقات الاستيعابية للطلبة، وإمكانية تلقيهم علوم القرآن الكريم، حيث يتم اختبار الطلبة المتميزين بعد انتهاء الدورات الصيفية لكل سنة وفرزهم حسب إمكانياتهم العلمية والذهنية للدخول في دورات مكثفة لتعلم أحكام التلاوة وحفظ القرآن الكريم ودورات الصوت والنغم، نظراً لما يمثله أعمار هذه الفئات العمرية من مرحلة خصبة تمكنهم من تلقي العلوم النوعية والكمية بسهولة ويسر، ومن خلال زيارة الطلبة المتميزين في المدارس ومتابعتهم يتم الاتفاق مع إدارة المدرسة وأولياء الأمور لغرض تفريغ الطلبة الذين لديهم إعفاء في جميع الدروس للدخول في دورات التحفيظ"، مضيفاً : "لقد تم افتتاح العديد من الحلقات التعليمية ضمن هذا المشروع في مدينة كربلاء المقدسة وبقية المحافظات". لقد دأبت العتبة العباسية المقدسة على توفير كافة الاحتياجات اللازمة لتسهيل سير هذا المشروع المبارك، من خلال توفير وسائل النقل والمواصلات ووجبات الطعام والوسائل الترفيهية للطلبة المشاركين، وعملاً بوصية رسول الله (ص) وانطلاقاً من قوله (إن أكرم العباد إلى الله بعد الأنبياء العلماء ثم حملة القرآن، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن مما لهم عند الله من الكرامة والشرف)(مستدرك الوسائل،ج4 ،ص179)، يسعى معهد القرآن الكريم من خلال خططه المدروسة لتطوير وزيادة البرامج التي يوفرها لطلبته الأعزاء إضافة إلى ابتكار وسائل تعليمية جديدة من خلال تطوير المناهج والآليات المتبعة والاستفادة من التكنولوجيا والطرق الحديثة بعيداً عن الطرق التقليدية. وقد كان للأساتذةُ والمشرفون على هذه الدورات مجهوداً كبيراً في إعدادِ الطلبةِ المشاركينَ إعداداً جيداً، من خلال تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات المعرفية المفيدة وإتباع طرق تدريسية متطورة تسهل على الطالب إمكانية حفظ القرآن الكريم، وفي هذا الصدد التقت مجلة الفرقان الأستاذ (عماد الحميداوي) ليتحدث لنا عن آلية عملهم : " لقد تم إعداد جدول زمني لحفظ القرآن الكريم بالكامل أمده 6 سنوات تم فيه مراعاة أيام الامتحانات والعطل والزيارات والمناسبات الدينية، ووزع فيه الطلبة على عدة حلقات، حيث تتكون الحلقة الواحدة من 7-10 حفاظ ، يحفظ فيها الطالب من 6 إلى 8 أجزاء كمعدل في السنة الواحدة، وتراعى في ذلك المستويات الفردية في الحفظ بين الطلبة، حيث تخصص مكافئة مالية للطلبة عند حفظهم لأكثر من جزء كامل من القرآن الكريم بمدة قياسية ، كما يعطى للطلبة دروساً مكثفة في تعلم احكام التلاوة وضبط مخارج الحروف وحفظ القرآن الكريم بواقع 4 حصص في الأسبوع يخصص فيها حصة واحد لتعلم أحكام التلاوة و 3 حصص لحفظ القرآن الكريم، بمعدل 12 صفحة في الشهر، أي ما يساوي 6 اجزاء في السنة" مبيناً " أن هنالك نشاطات ومسابقات تقام في حفظ القرآن الكريم للطلبة المشاركين في هذا المشروع بهدف خلق روح التنافس بين الطلبة ودفعهم لتطوير مستوياتهم وإمكاناتهم الذهنية والعقلية في حفظ القرآن الكريم، يكرم فيها الطلبة الحاصلين على المراكز الأولى كما توزع الهدايا على الطلبة المتميزين لتشجيعهم على مواصل الحفظ بحب وهمة عالية" ومن الجدير بالذكر ان معهد القرآن الكريم قد شارك في عدة مسابقات منها المسابقة التي اقامتها الجمعية القرآنية العراقية حصل فيها على المركزين الثاني والثالث والمسابقة التي اقامتها العتبة الكاظمية المقدسة والتي حصل فيها الطلبة المشاركون على مراكز متقدمة جداً. يهدف هذا المشروع بشكل أساسي إلى خلق بيئة قرآنية مميزة بهدف تنشئة جيل قرآني فتي واعٍ مرتبط بالقرآن الكريم علماً وعملاً، وخلق علاقة وطيدة بينه وبين القرآن الكريم تقوى من خلالها علاقته بالخالق جل وعلا، بالإضافة إلى تعزيز البيئة القرآنية من خلال ربط جميع أفراد الأسرة والمجتمع بالقرآن الكريم وتعزيز دور الأسرة والمدرسة في تعميق الارتباط بالقرآن، بالتالي نشر علوم القرآن الكريم ومفاهيمه في المجتمع، وتكوين مجتمع قوي ومتماسك وثابت أمام كل التحديات والفتن التي تواجهه.
ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
جاري التحميل ...