أنت في الصفحة : بحوث
تأريخ النشر : 2018-11-28 09:17:30
أنت في الصفحة : بحوث
جاري التحميل ...
عماد العنكوشي هناك اختلاف بين المخلوقات من حيث النشأة والقوة البدنية ويرى بعضنا أن مخلوقًا أقوى من آخر ولكن هناك أشياء تخفى علينا، فهناك ممن خلقهم الله نراهم أضعف خلقه ولكن هم بالحقيقة ليس بما ننظر إليه نحن فمثلاً البعوضة نراها كائن صغير ليس لها قدرة على شيء بينما لعظمة خلق هذه الحشرة ضرب الله بها مثلاً ليبيّن للناس أن هذا المخلوق الصغير في حجمه عظيم في خلقه وأثبتت الدراسات العلمية في الوقت الحاضر بأن هذه الحشرة الصغيرة لها أنظمة متعددة وخلايا عجيبة لا تُصدّق فمنها: هي أنثى لها (100) عين في رأسها ولها في فمها (48) سنًّا ولها ثلاثة قلوب في جوفها بكل أقسامها ولها ست سكاكين في خرطومها ولكل واحدة وظيفتها ولها ثلاثة أجنحة في كل طرف، ومزودة بجهاز حراري يعمل مثل نظام الأشعة تحت الحمراء وظيفته يعكس لها لون الجلد البشري في الظُلمة إلى لون بنفسجي حتى تراه، ومزودة بجهاز تخدير موضعي يساعدها على غرز ابرتها من دون أن يحس الإنسان وما يحس به كالقرصة هو نتيجة مص الدم، وهي مزودة بجهاز تحليل دم فهي لا تستسيغ كل الدماء ومزودة بجهاز لتمييع الدم حتى يسري في خرطومها الدقيق جدا ومزودة بجهاز للشم تستطيع من خلاله شم رائحة عرق الإنسان من مسافة تصل إلى (60) كم. وأغرب ما في هذا كله أن العلم الحديث اكتشف أن فوق ظهر البعوضة تعيش حشرة صغيرة جداً لا تُرى الا بالعين المجهرية وهذا مصداق لقوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ (البقرة 26). فسبحان الله على عظمة خلقه؛ فخلق الله سبحانه وتعالى جميع المخلوقات ليعبدوه ويتفكرون في إبداع الخالق الذي صوّره في أحسن تقويم فلم يخلق أي شيء عبثاً وإنما كل مخلوق له وظيفته الخاصة التي وكّلها الله إليه، قال تعالى:﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار﴾ (آل عمران 191). وهنا يجب علينا أن نتفكّر ونتمعّن في خلق الله وعظمة هذه المخلوقات التي لم يقدر على صنع جزء بسيط منها أي أحد سوى خالقها الذي فلق الحَبّ والنوى ولنرى عظمة الخالق في خلق السماوات والأرض فلولا عظمته في ترتيب موازين الكون وتنسيق مقاييسه لاختلت جميعها، وأيضا إبداعه في خلق المجرات والكواكب والشمس والقمر والنجوم، قال تعالى: ﴿وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ (فصلت 12)، فكل له وظيفة ودورانه الخاص، فالأرض تدور حول الشمس بنظام مُعيّن وبمقدار مناسب، فلو زاد أو قلّ هذا المقدار لحدثت الكوارث والمصائب فسبحان عظمة الخالق في خلق الكون وإبداعه. ومن الأمور التي ينبغي التفكّر فيها والتي تتضح فيها عظمة الخالق هي خلق الإنسان، إذ إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من نطفة وسواه في أحسن تقويم، وجعل له حمايةً في بطن أُمّه فقد وضعه في غشاء يحميه من أن يخرج من الرِّحم وجعل وجهه لظهر الأم لكي لا تضايقه رائحة الطعام وجعل له متكأً عن اليمين وهو الكبد ومتكأ عن الشمال وهو الطحال، وجعل له حرية التقلّب في بطنها حتى يولد ويخرج إلى الحياة، وبعد خروجه للحياة وفّر له الغذاء المفيد والمغذي والمناسب من حليب الأم الطبيعي البارد في الصيف والدافئ في الشتاء، هكذا حتى يقوى ظهره ويشتد أزره ويصبح قادرا على الإعتماد على نفسه والتفكّر في خلق البحار والمحيطات والأنهار وما فيها من كائنات بحريّة حيّة منها ما توصّل الإنسان إلى معرفته ومنها لم يُعرف بعد، وكل منها له وظيفته الخاصة من طعام وشراب وطاعة لله عز وجل، ونجد في هذه المحيطات بعض المواد التي تشفي من الأمراض، وأيضا نجد فيها كائنات تفيد في تنقيتها وحمايتها من التلوث، وفوائد المياه في الشرب والري والاستحمام وتوفير الطاقة وغيرها، والتفكّر في خلق الجبال وقوتها وثباتها ولكنها تخر خاشعة من خشية الله، والتفكّر في السهول والوديان وتكوينها والصحارى الممتدة التي تملؤها عظمة الخالق في الإبداع وأيضا عظمة التفكّر في عظمة الخالق في أركان الإسلام وفوائدها وعظمتها، وتسهيلاتها في السير في طاعة الله عزّ وجل من فوائد الصلاة والصوم والحج لبيت الله الحرام ومن أعظم التفكر في الكون، التفكر والتمعن في اليوم الآخر يوم الحساب هذا اليوم العظيم الذي يُنصف فيه المظلوم ويُعاقب فيه العاصي، فإذا نظرنا في هذا الإبداع الإلهي وتمعّنا وتفكّرنا في ذلك يحثّنا على طاعة الله والشعور بعظمته وما وفّر لنا من نِعم كثيرة نتمكّن من خلالها من الفوز برضا الله ودخول جنته بإذن الله تعالى.
ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
جاري التحميل ...